النشرة الإخبارية - البيرماكلشر في عيون ذاتي 🌍

البيرماكلشر (Permaculture)؛ كلمة من أصل غربي تتكون من شقين (Permanence) والتي تعني الاستمرار وكلمة (Culture) والتي تعني الثقافة أو ما يهتم بممارسات الإنسان، أطلق هذا المصطلح مؤسس العلم بيل موليسون (Bill Mollison) والذي شاركه في تطوير العمل طالبه ديفيد هومغرين (David Holmgren) وكان في البداية يقول أن البيرماكلشر تتكون من (Permanence) و (Agriculture) والتي تعني حرفياً ممارسات حرث الأرض وهو ما اشتهر عرفاً بالزراعة، ولهذا السبب اشتهرت ترجمة البيرماكلشر بـ (الزراعة المستدامة) بينما قد يكون الأقرب للواقع (الثقافة المستدامة) لأن هدف التصاميم كما صرح بيل موليسون هو (تشييد أنظمة سليمة بيئياً مجدية إقتصادياً).

البيرماكلشر هو علم التصميم الذي يستعمل مستقرات البيئة المحلية لتوفير إحتياجات الإنسان بصورة مستدامة مستنداً على الأخلاقيات الثلاثة، أولها رعاية الأرض بمكوناتها الحية وغير الحية، والثانية رعاية الإنسان بحيث تكون الفرص متكافئة للجميع، والثالثة هي مشاركة الفائض عن الحاجة مع الأول. 

يمكننا أن نتطرق في مقالات لاحقة حول تفاصيل وحوارات متقدمة، والأهم في البداية معرفة أن البيرماكلشر تعتمد على الأنماط المستقرة لقرارات التصميم بحيث يكون السؤال (كيف أستفيد من هذه المعلومة؟) بحثاً عن أعلى كفاءة للقرارات. فتعريف النظام المستدام عندنا هو النظام الذي ينتج طاقة أكثر مما يستهلك بفائض كافي لصيانة مكونات النظام نفسه خلال حياته، وبهذا تكون الاستراتيجية الأهم في قراراتنا هي التي تساهم في تقليل تكاليف التشغيل ثم تلك التي ترفع من جدوى الانتاجية، أي أن الحلول التي تكون طويلة الأثر قليلة المجهود مقارنة بالعمر الافتراضي هي الأعلى في المرتبة (Passive Elements) ولنسميها الحلول غير التشغيلية مثل تبيقات نحت الأرض وتطبيقات التهوية الطبيعية وتوجيه البيت من مقاربة الشمس والرياح…إلخ، ثم تأتي بالمرتبة التالية الكفائة العالية في الحلول التشغيلية (Active Elements) والتي تحتاج إلى مجهود أو طاقة لتقدم المنفعة المستهدفة مثل التكييف والكهربائيات المنزلية والمحروقات…إلخ. 

يهتم فريق ذاتي بالنظرة الشاملة لاحتياج الإنسان دون الاكتفاء بالأدبيات الدارجة في مجالات الاستدامة، ذلك نظراً لتنوع اهتمامات الفريق في مجالات الصحة والاجتماع والاقتصاد والثقافة الانسانية وفنونها. وفي اللاحق من المنشورات يمكننا أن نتطرق لبعض التفاصيل المعنية بحسب إهتمام القرّاء والمشتركين لمعرفة المزيد عن مكونات الصحة الخمسة في نموذج ذاتي للصحة المستدامة، ما تعريف الصحة أصلاً لدينا؟ بعض الأدبيات في مستويات التدخل وتصنيفاتها وكيفية الاستفادة من هذه الأخبار في التعامل مع النمطيات في الطبيعة والاجتماع البشري والمضمون المعنوي كما نأصل لذلك في البرامج التدريبية المختلفة.